25\9\2011
الأحد، 25 سبتمبر 2011
أول سورة
25\9\2011
الجمعة، 2 سبتمبر 2011
ألهة العلم
ماذا لو قمنا أنا وأنت صديقي القارئ بتبني ثلاثة أطفال رضع وقمنا بإعادة برمجة لعقولهم
وهذا ليس مستغرب في المستقبل .. وقمنا بحذف عنصر ( السؤال والتساؤل ) بحيث يكون كل من الثلاثة
أطفال عاجزين عن السؤال عن أي شيء وتركناهم في جزيرة ما .. خمن كيف ستكون حياتهم بعد خمسين سنة؟ !
سأجيبك .. سيشربون الماء وذلك بإنزال رؤوسهم على الشاطئ فهم عاجزون عن السؤال
كيف نستطيع أن نشرب الماء بطريقة أسهل ؟ سيكونون عاريين من الملابس في الشتاء
فهم غير قادرين على سؤال هل نستطيع أن نحمي أنفسنا ولو بشجيرات !
إذا فلن يحدث عندهم أي تطور يذكر .. ( لا شيء ) سيبقون كما هم .. بدون حتى صناعة خيط
وسيعيشون حياة بدائية في قرن البرمجيات .. غير أنهم سيكونون حتمًا مجانين بنظرة البعض
وسيعيشون داخل الجزيرة لأنهم لن يسألوا أنفسهم هل يوجد شيء خلف هذا البحر !
تخيل معي كيف سيكون العالم لو أن طاليس ( أول عالم فلك ) لم يسأل نفسه أسأله فلكية
لو أن سقراط لم يسأل نفسه عن الفضيلة والخير والشر أسئلة فلسفية لو آينشتاين لم يتساءل
لو أن نيوتن أكل التفاحة بدون سؤال ..
المجتمعات المتقدمة تحمل أسئلة مضاعفة أكثر من الأجوبة بآلاف المرات ولا تكتم الأسئلة وتقول
إنها عمل من رجس الشيطان ووساوس لا طائل منها ( وفلسفة فاضيه ) والفتنة نائمة بسابع نوم
فلا توقضوها حتى صار التفكير والتساؤل مرتبط بالفتنة ارتباط شرعي بشروط نكاح صحيحة !
( فالمتطرف إنسان عنده كل شيء محسوم من قبل وكل شيء لديه إجابة جاهزة عليه ) خالد منتصر
وما أكثر تلك الأشياء التي كانت يقينية وصارت ظنية أو حتى زائفة بمجرد تحريك وإعمال تلك الأداة
التي قمنا أنا وأنت بتعطيلها في الثلاثة أطفال . يقول فرنسيس بيكون ( معرفة الإنسان الضئيلة
والسطحية بالفلسفة قد تنحرف بذهنه بعيدًا عن الدين , لكن التعمق في دراستها يلقي بالإنسان في
أحضان الدين ويرسخ إيمانه به ) فليس هناك أجمل من حياة تسأل فيها عن أي شيء وفي أي شي وعند
أي شيء !
همام محمد