بينما كنت أدرس أعجبني كلام للدكتور نور الدين الخادمي والذي يدرسني مادة مقاصد الشريعة أحببت أن أنقل شيئًا منه
بعض العلماء جعل الكليات ثلاثا فقط وهى حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ المال فحفظ الدين: يراد به حماية الاسلام وصون نصوصه ومصادره وشعائره وأحكامه وأخلاقه وفضائله والذود عنه وعن أهله ومؤسساته ومعالمه ومصالحه ,
الكلية الثانية حفظ النفس : وهو حفظ النفس فى بدنها وفى عقلها وفى نسلها وفى غير ذلك. وحفظ النفس : عند هؤلاء يشمل الكليات الثلاثة التى وردت فى الكليات الخمس عند الجمهور أى يشمل حفظ النفس وحفظ العقل وحفظ النسل , فحفظ النفس يشمل حفظ نفس الانسان ويشمل عقل الانسان ويشمل نسل الانسان , فكل هذه الامور تعود الى شئ واحد وهو حفظ النفس فى عنصرها الجسدى والروحى والعقلى والذرى والاسرى والنسبى .أما حفظ المال: فيعود الى أمر المال والثروة والحقوق العينية والمنفعية التى يستحقها الانسان . فهذا التقسيم ثلاثى اذا وهو تقسيم واضح وقد اختصر الكليات الخمس الى ثلاث كليات فحسب أي الكليات التى تشمل الابعاد الثلاثة للانسان بعد الدين وبعد الانسان لنفسه وبعد المال , ومن أصحاب هذا الرأى فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الريسونى المغربى أما
..
الاتجاه الثانى : اتجاه يعتبر أن الكليات يمكنها أن تزيد على خمس
وهو الاتجاه الموسع والمفصل والاتجاه الذى يرى ضرورة زيادة بعض الكليات التى لم تذكر فى الكليات الخمس وذلك لأهميتها وفائدتها فى عصرنا الحالى ولأن زيادتها والتنصيص عليها يحقق أغراضها ويساير بعض المتطلبات والحاجيات التى فرضها التطور و التقدم فى مجالات حيوية وخطيرة كمجال الحريات وحقوق الانسان والبيئة والعدالة وبعضهم أوصل الكليات الى ست وبعضهم أوصلها الى سبع وبعضهم أوصلها الى ثمان وربما يوجد من هؤلاء الافاضل من يوصلها الى تسع وعشر وغير ذلك.. ومما اقترح زيادته هذه الكليات
..
أولا: كلية الحرية : وذلك بالنظر الى أهمية الحرية الانسانية باعتبارها قيمة خلقية وتشريعية بالغة وبالنظر الى ما آلت اليه أحوال الناس وشواهد العصر من سلب أو تقليل لحرية كثير من الافراد والمجموعات ومن الوقوع فى الحبس والاسر فى عالم الفكر والفعل
وفى مجال الانطلاق والابداع والانتاج وذكر أن اضافة هذه الكلية كلية الحرية يعطى بعدا نظريا مهما وحيزا عمليا اضافيا و زخما قانونيا وميدانيا يضيف التميز ويدقق الموضوع ويعمق الرؤى ويفرع التفاصيل ويحقق الضمانات ويسهل المراجعات ويمنع الاعاقات ويدرأ المخيفات وغير ذلك وهذه الاضافة ليست غريبة فى واقع السياسة والثقافة والتربية والتنمية فهناك كثير من الدول والمؤسسات قد تضيف بعض المجالات وتفرد بعض المهمات وتعطيها ما يلزمها من التنظيم والتخطيط والانجاز وقد تخصص لها وزارة كاملة أو
ميزانية كبيرة أو هيئة مشرفة وذلك لأجل تحقيق أهدافها والتركيز على تحقيق جودتها وتحسين أدائها والوصول الى نتائج
محددة تمليها المصلحة الوطنية أو الضرورة الانسانية أو القواعد الشرعية والقيم الاخلاقية .
كلية سابعة: كلية الحقوق الانسانية
وهناك كلية أخرى ذكرها أهل العلم وأهل البحث والنظر وسموها بكلية الحقوق الانسانية ذلك بالنظر الى أهمية حقوق
الانسان من حيث المبدأ والى واقعها المعاصر فقد تعرضت هذه الحقوق فى العقود الاخيرة الى كثير من الخطر والضرر
بسبب الحروب والغزوات الاحتلالية الاجنبية وبسبب التجارب النووية والكيماوية والوراثية والجينية وبسبب الصراعات
القبلية والطائفية والعرقية والسياسية وبسبب الظلم وا نعدام العدالة الاجتماعية والعالمية وكثرة الفساد والافساد فقد آلت
هذه الاسباب وغيرها إلى انتهاكات كبيرة وواسعة و دائمة لحقوق الناس وكرامتهم وآلت فى آخر مطافها الى تسوية
الانسان بالحيوان أو تسويته بالالة والمتاع واعتباره مستهدفا لاسلحة الدمار الشامل هذه الاسلحة التى تشمل دمار
الانسان دمار جسده وروحه وعقله وفؤاده وهويته وتاريخه وذاكرته وثروته ونخوته وعزته واعتباره وجهة للمعتدين
والغاصبين و هدفا للجناة المحليين والدوليين .
أما الكلية الثامنة:حفظ البيئة
والغالب في الكتب أنها خمس الدين والنفس والعقل والنسل والمال