الثلاثاء، 22 ديسمبر 2009

خدعة الخلود

لا أنت سالمك الزمان ولا أنا

هذي مياسمه على قسماتنا

ودبيبه ينساب في خطراتنا

ويداه تنسل من خيوط حياتنا

ويد المنى تطوي الرغائب والمنى

ما الفجر؟ ما الأحلام؟ ما الشوق الدفين ؟

ما نشوة الذكرات ؟ ما حرق الحنين ؟

ما وهلة الغيب الموشح بالفتون ؟

ما اللهفة الكبرى تراود في جنون ؟

مرت عليها كلها كف السنين

خطواتك النشوى التي كادت تطير

وتوفز النظرات في ألق مثير

وتوثب اللفتات في لهف حرور

وتقلب الرغبات في قلق غرير

ويحي وويحك قد تعاورنا الفتور

لا أنت داعية ولا أنا مستجيب

قرّت أمانينا على الأفق القريب

وتكشف الوهم المغلغل في الغيوب

وبدوت عارية من الألق العجيب

وبدوت عاديّ المحاسن والعيوب

ألقاك كالذكرى تمر بخاطري

كالخطرة الوسنى بفكرة شاعر

كالرسم يبهت لا يبين لناظر

كبصيص نار في الرماد الفاتر

ويحي وويحك نحن ذكرى عابر

ويحي وويحك ما الحياة وما الخلود

خدع تهدهدنا بها الأم الولود

ويد البلى تطوي القديم على الجديد

والدهر ماض لا يكل ولا يحيد

والناس والأيام والدنيا عبيد

سيد قطب

نشرت سنة 1948

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

جميله تلك الكلمات ...


شكرا لك يا اسير ...(:

غير معرف يقول...

كلمات رائعه

شكرا لك استاذ اسير..."

أسير الحرية يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.