لا أنت سالمك الزمان ولا أنا
هذي مياسمه على قسماتنا
ودبيبه ينساب في خطراتنا
ويداه تنسل من خيوط حياتنا
ويد المنى تطوي الرغائب والمنى
ما الفجر؟ ما الأحلام؟ ما الشوق الدفين ؟
ما نشوة الذكرات ؟ ما حرق الحنين ؟
ما وهلة الغيب الموشح بالفتون ؟
ما اللهفة الكبرى تراود في جنون ؟
مرت عليها كلها كف السنين
خطواتك النشوى التي كادت تطير
وتوفز النظرات في ألق مثير
وتوثب اللفتات في لهف حرور
وتقلب الرغبات في قلق غرير
ويحي وويحك قد تعاورنا الفتور
لا أنت داعية ولا أنا مستجيب
قرّت أمانينا على الأفق القريب
وتكشف الوهم المغلغل في الغيوب
وبدوت عارية من الألق العجيب
وبدوت عاديّ المحاسن والعيوب
ألقاك كالذكرى تمر بخاطري
كالخطرة الوسنى بفكرة شاعر
كالرسم يبهت لا يبين لناظر
كبصيص نار في الرماد الفاتر
ويحي وويحك نحن ذكرى عابر
ويحي وويحك ما الحياة وما الخلود
خدع تهدهدنا بها الأم الولود
ويد البلى تطوي القديم على الجديد
والدهر ماض لا يكل ولا يحيد
والناس والأيام والدنيا عبيد
سيد قطب
نشرت سنة 1948
هناك 3 تعليقات:
جميله تلك الكلمات ...
شكرا لك يا اسير ...(:
كلمات رائعه
شكرا لك استاذ اسير..."
إرسال تعليق